رئيس وزراء الهند يخوض الانتخابات بزخم مهاجمته للمسلمين

 

YNP:

أدلى رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي بصوته في الانتخابات العامة في الهند بعدما صدرت عنه عدة تصريحات تحريضية خلال حملته اتُّهم باستهداف الأقلية المسلمة فيها.

تراجعت نسب المشاركة بشكل كبير مقارنة مع آخر اقتراع وطني أجري في 2019، وهو أمر أرجعه المحللون إلى توقع فوز مودي بولاية ثالثة على نطاق واسع ودرجات الحرارة الأعلى من المعدلات مع اقتراب فصل الصيف.

خرج مودي من مركز اقتراع خلال الصباح في مدينة أحمد أباد رافعا إصبعا بدا جليا أثر الحبر عليه، بينما كان محاطا بعناصر أمن وسط هتافات أنصاره.

وقال مودي للصحافيين «في إطار طقوس الديموقراطية الكبرى، يستحق كل الأشخاص الذين يساهمون التهنئة».

وأضاف «مرة أخرى، أطلب من الهنود.. بأن يأتوا بأعداد ضخمة للتصويت والاحتفال بمهرجان الديموقراطية».

يُتوقع بأن يفوز حزب رئيس الوزراء الحاكم «بهاراتيا جاناتا» في الانتخابات بنتيجة حاسمة، لكن منذ بدأ التصويت في 19 نيسان/أبريل، كثّف مودي خطابه بشأن الانقسام الديني الرئيسي في الهند سعيا لكسب تأييد الناخبين.

واستغل خطاباته للإشارة إلى المسلمين على أنهم «متسللون» و»أولئك الذين لديهم عدد أكبر من الأطفال»، ما استدعى تنديد سياسيين من المعارضة الذين رفعوا شكواهم إلى السلطات الانتخابية. كما اتّهم مودي حزب المؤتمر الرئيسي ضمن تحالف المعارضة المفكك الذي ينافسه بالتخطيط لنقل ثروة البلاد إلى العائلات المسلمة.

وقال رئيس التحرير التنفيذي لدى مجلة «ذي كارافان» الإخبارية هارتوش سينغ بال «هذه المرة الأولى منذ مدة طويلة التي يكون فيها مباشرا إلى هذا الحد».

وأضاف «لم يسبق أن رأيته يعبر عن تعصبه بشكل مباشر إلى هذا الحد. عادة يشي بالتعصب».

وأضاف أن «تصريحاته بشأن إعادة توزيع الثروات تستهدف جزءا من بيان حزب المؤتمر غير موجود أصلا وهو أمر مؤسف بكل صراحة».

أي شخص بلحية»

ما زال مودي يحظى بشعبية واسعة بعد عقد على وصوله إلى السلطة، لأسباب أبرزها منح حكومته عقيدة الأغلبية في البلاد أولوية في سياستها، رغم دستور الهند العلماني رسميا.

وقال بائع السمك أنيل سونكار (55 عاما) لفرانس برس في أغرة، حيث تاج محل، «لا توجد وظائف ولا فرص اقتصادية. لم يسبق أن تدهور عملي إلى هذا الحد».

وأضاف «لكن في ظل هذه الحكومة، نشعر بالأمان والاعتزاز كهندوس».

وفي كانون الثاني/يناير، أشرف رئيس الوزراء على تدشين معبد كبير مكرّس للإله رام، شيّد في موقع مسجد أثري هدمه متشدّدون هندوس قبل عقود.  ولبّى بناء المعبد أحد أبرز مطالب الناشطين الهندوس وتم الاحتفال به في أنحاء الهند عبر تغطية تلفزيونية مكثّفة وحفلات في الشوارع.

وفاقمت السياسات الهندوسية القومية التي تبناها مودي قلق سكان الهند المسلمين البالغ عددهم أكثر من 220 مليون نسمة حيال مستقبلهم في البلاد.

وقال منّه عثمان (48 عاما) الذي يملك وكالة للسفر في مدينة أغرة لفرانس برس إن «الحكومة تمارس سياسات طائفية بشكل صارخ». وأضاف أن النتيجة كانت أن كل هندوسي في الهند بات «يشعر بالارتياب من أي شخص بلحية».

ولم تعاقب لجنة الانتخابات مودي بسبب تصريحاته رغم أن مدونة قواعد السلوك التابعة لها تحظر بناء الحملات الانتخابية على «المشاعر المجتمعية» مثل القضايا الدينية.

الطقس الحار

تجري الانتخابات الهندية على سبع مراحل على مدى ستة أسابيع لتخفيف العبء اللوجستي الهائل المتمثل بتنظيم العملية الديموقراطية في الدولة الأكثر سكانا في العالم.

 

شهدت معظم بلدان جنوب آسيا موجة حر الأسبوع الماضي بينما جرى التصويت في عدة دوائر انتخابية في ظل درجات حرارة مرتفعة.

وفي مدينة ماثورا الواقعة على بعد ثلاث ساعات بالسيارة عن نيودلهي، تجاوزت الحرار 41 درجة مئوية يوم الانتخابات، وأظهرت بيانات لجنة الانتخابات تراجع نسب المشاركة بنحو تسع نقاط إلى 52 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.

لكن مكتب الأرصاد الجوية الهندي توقّع موجات حر أخرى في أيار/مايو وشكّلت لجنة الانتخابات فرقة عمل الشهر الماضي لمراجعة تأثير الحر والرطوبة قبل كل جولة تصويت.

وأفاد مودي الصحافيين بعد مغادرته مركز الاقتراع بأنه يشجّع الناخبين على «شرب المياه بأكبر قدر ممكن». وقال «كلما شربتم المياه أكثر، حافظتم على صحتكم وطاقتكم». يتوقع بأن تشهد عدة مناطق حيث يجري التصويت الثلاثاء بما في ذلك ولايتا ماديا براديش وبيهار حرا شديدا. وفي أغرة، حيث وصلت درجات الحرارة بعد الظهر إلى 42 درجة مئوية، قالت امرأة تدعى تسليم ورسي لفرانس برس إن والدتها لم تصوّت بسبب «الحر الشديد». خلصت سنوات من الأبحاث العلمية إلى أن التغيّر المناخي يتسبب بتكرار موجات الحر وتحولها إلى ظواهر أكثر حدّة وأطول.

يحق لأكثر من 968 مليون شخص التصويت في الانتخابات الهندية فيما يتوقع بأن تجري آخر جولة تصويت في الأول من حزيران/يونيو ويتوقع صدور النتائج بعد ذلك بثلاثة أيام.