مسؤولون إسرائيليون يعترفون بحجم الهجوم الإيراني ويطالبون بهذا الرد

YNP /  إبراهيم القانص -

تزداد فاعلية القوى الصاعدة في العالم بشكل واضح، ومع كل تطور جديد تزداد القوى العالمية التقليدية انكشافاً من حيث أنها لم تعد قوية كما كانت، إذ يظهر عجزها جلياً عن كبح جماح القوى الصاعدة أو الحد من تأثير نشاطها وقدراتها، كما هو في اليمن التي فرضت معادلة جديدة إقليمياً ودولياً بعملياتها المساندة للشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة جماعية إسرائيلية على مدى أكثر من ستة أشهر،

من خلال حظر الملاحة الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وهي العمليات التي عجزت القوى العالمية الكبرى عن وقفها، حيث تحالف الولايات المتحدة وبريطانيا وبدأتا غارات جوية على المحافظات اليمنية التي تقع في نطاق سيطرة حكومة صنعاء بهدف إضعاف قدرات قوات هذه الأخيرة وإجبارها على وقف عملياتها لكن ذلك لم يغير شيئاً وفشلت الدولتان العظميان في حماية السفن الإسرائيلية.

 

وبالتوازي مع ذلك، كان الحدث الأبرز هو العملية الهجومية التي أطلقتها إيران على إسرائيل رداً على قصف تل أبيب قنصلية طهران في سوريا، وهي العملية التي وصفت بالتاريخية، كونها أول عملية مباشرة تنفذها إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين نقطة فارقة تفتح جميع الاحتمالات على التصعيد، لكن الثابت هو الحقائق القاطعة والدقيقة التي تتجسد في أن هذه العملية غيَّرت قواعد اللعبة وفرضت إيران على المسرح العالمي بطريقة أقوى من أي وقت مضى.

 

الهدف الإيراني المعلن من العملية هو الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصلية إيران في سوريا، باستهداف القواعد التي انطلق منها الهجوم الإسرائيلي في بداية إبريل الجاري، وحدد الحرس الثوري الإيراني أهداف هجومه الصاروخي بقاعدتي رامون ونيفاتيم الجويتين، اللتين انطلق منهما الهجوم على القنصلية الإيرانية، ومقر المخابرات الجوية الإسرائيلية في تل أبيب، حيث تم التخطيط للهجوم.

 

لم يظهر دليل حتى الآن يثبت أن إسرائيل تصدت لـ 99٪ من الهجوم الإيراني، وقد أصيبت قاعدة رامون بشدة، كما أصيبت نيفاتيم بأكثر من 7 صواريخ، كما حرص الجيش الإيراني على تجنيب التجمعات السكانية أي خطر من الهجوم.

 

أما الشيء غير المسبوق الذي فعلته إيران من خلال هجومها الصاروخي على إسرائيل، فهو أنه يعتبر هجوماً حديثاً من حيث التخطيط وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث يحتمل أن سرعة الصواريخ التي استخدمتها طهران تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو ما أدى إلى تراجع مستوى من التطور العسكري التكنولوجي الذي وصل إليه الاحتلال، فقد فشلت محاولات اعتراض محتملة باستخدام صواريخ "أرو-3 إيه بي إم" الإسرائيلية.

 

ويظهر تراجع القدرات الدفاعية الإسرائيلية في اعترافات المسؤولين، والتي رصدتها وسائل إعلام متعددة، حيث قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن كل ما تبقى من "سيد الأمن" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو دولة من الخراب، في إشارة إلى ما كان نتنياهو يصف نفسه به وهو أنه سيد الأمن في إسرائيل، ودعا لابيد إلى إجراء انتخابات مبكرة.

 

وذكر لابيد في منشور على منصة "إكس" أن "كل ما تبقى من (سيد الأمن) هو دولة من الخراب من غلاف غزة إلى كريات شمونة، وعنف الإرهابيين اليهود الذين خرجوا عن السيطرة، وخسارة كاملة للردع الإسرائيلي"، في إشارة ضمنية إلى فشل إسرائيل في صد الهجوم الإيراني.

 

من جانبه، اعترف وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، أن إسرائيل فشلت أمام عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، وفشلت أمام حزب الله، مؤكداً أنها ستفشل أمام إيران.

 

صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، نقلت عن الوزير زوهار قوله: "يجب الرد على الهجوم الإيراني بطريقة قوية"، مشيراً إلى أن الرد الضعيف على ما وصفه بالعدوان غير المسبوق هو "استمرار للمفهوم الذي عفا عليه الزمن"، وهو العقلانية في مواجهة من وصفهم بالإرهابيين المتوحشين، مؤكداً: "لقد فشلت إسرائيل ضد حماس، وفشلت ضد حزب الله الذي يهاجمنا باستمرار واستطاع إجلاء سكان الشمال، وستفشل ضد إيران التي لم تتردد في مهاجمة إسرائيل مباشرة".

أما وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، فقد أشار إلى أن إسرائيل في خطر وجودي، حيث قال: "إذا لم ترد إسرائيل فسوف نضع أنفسنا وأطفالنا في خطر وجودي مباشر".

 

في السياق، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إنه يجب اتخاذ رد قوي على الهجوم الإيراني، مشيراً إلى أنه من أجل خلق ردع في الشرق الأوسط يجب أن يكون الرد الإسرائيلي على إيران "جنونياً ومروّعاً" مطالباً بأن يكون بمستوى الهجوم الإسرائيلي على غزة .