على غرار تبنيها أساليب حرب الغابة الفيتنامية.. البحرية الأمريكية تتعلم تكتيكات الحوثيين

YNP /  إبراهيم القانص -

"جهود الحوثيين تطورت بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال، واستطلاع مضاد، ومنع دخول البحر أثناء العمل داخل منطقة متنازع عليها"، هذا الاعتراف جاء في صفحة خصصها فيلق في مشاة البحرية الأمريكية لأنشطة الحوثيين العسكرية في البحر الأحمر، خلال الفترة 2016-2018، في وثيقته لعام 2021، وفقاً لصحيفة "مارين كوربس تايمز"، التي قالت إن مشاة البحرية يحاولون التعلم من تكتيكات الحوثيين في البحر الأحمر.

يأتي هذا ضمن الاهتمام العالمي بالتطورات المتسارعة التي أظهرتها قوات وانعكست في أدائها القتالي منذ بدأت عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وقبل ذلك في مواجهتها حرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ تسعة أعوام، والتي انتصرت فيها على ترسانات أسلحة كبيرة وجيوشاً متعددة الجنسيات، حتى أجبرت التحالف على وقف الحرب والدخول في تفاوضات لإنهائها ولا تزال جارية حتى الآن.

صحيفة "مارين كوربس تايمز"، المعنية بأخبار البحرية الأمريكية، نشرت تقريراً قالت فيه إن الحوثيين يرصدون مواقع السفن ويطلقون عليها طائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للسفن ثم ينتقلون إلى مكان آخر، لذلك من الصعب تعقُّبهم، مشيرةً إلى أنهم فرضوا تكاليف باهظة على البحرية الأمريكية.

ونوّهت الصحيفة بأن الحوثيين يتبعون في هجماتهم بالبحر الأحمر وخليج عدن تكتيكات مماثلة لمعركة مع الجيش الصيني، حيث ينتقل مشاة البحرية من مكان إلى آخر بالقرب من الشاطئ في مجموعات خفية.

ونقلت الصحيفة عن بريان كلارك، الذي قالت إنه زميل بارز في معهد هدسون، قوله إن "الحوثيين يحددون مواقع السفن ثم يطلقون عليها طائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للسفن، ثم ينتقلون إلى مكان آخر، مما يجعل من الصعب تعقبهم"، مؤكداً أنه يتعيَّن على الجيش الأمريكي الانخراط في مراقبة واستهداف عدواني للغاية ومستمر من أجل أن يتمكن من تنفيذ هجمات مضادة.

ورغم قوله إن الحوثيين يفتقرون إلى بعض قدرات مشاة البحرية في الحرب الإلكترونية، إلا أنه أكد أن مشاة البحرية يحاولون القيام بذلك النوع من العمليات التي قالت إن الحوثيين ينفذونها بفعالية كبيرة باستخدام قوة أقل تطوراً، فيما تمكنت أساطيل البحرية الأمريكية والتحالف من صد معظم هجمات الحوثيين لكن بتكلفة عالية، حيث أطلقت السفن الحربية صواريخ كلفت الملايين لاعتراض طائرات الحوثيين المسيّرة التي تبلغ قيمتها آلاف الدولارات فقط.

كما قال اللفتنانت كولونيل في مشاة البحرية الأمريكية ترافيس هورد، إن "ما يظهره الحوثيون هو أنه قد يكون بمقدورهم القيام بذلك، لأنهم تمكنوا من القيام به ضدنا"، مضيفاً أن "عمليات الحوثيين تُظهِر أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن".

وفيما يخص محاولة قوات مشاة البحرية الأمريكية التعلم من تكتيكات الحوثيين في البحر الأحمر، قال المقدم زاك أوتا- مخطط عمليات لدى الأسطول الأمريكي وقوات مشاة البحرية في المحيط الهادي- إن "الجيش الأمريكي لن يحاكي مهمة الحوثيين المتمثلة في تعطيل التجارة، لكنه قد يتعلم من تكتيكاتهم".

في السياق، قال العقيد المتقاعد تي إكس هاميس- زميل أبحاث متميّز في جامعة الدفاع الوطني- "إن أحد الدروس المستفادة من القتال بين الحوثيين والبحرية الأمريكية هو أن السفن يمكنها صد عدد صغير من الصواريخ. لذا يجب أن يكون لدى قوات مشاة البحرية المزيد منها"، مضيفاً أن "قوات المارينز يجب أن تكون قادرة على إطلاق وابل من الصواريخ التي يمكن أن تطغى على دفاعات سفن العدو"، حسب الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أنه من غير الواضح إلى أي مدى تطبق قوات مشاة البحرية الأمريكية الدروس المستفادة من عمليات الحوثيين، واستدركت بالقول: "هناك شيء واحد واضح هو أن الفيلق استخلص دروساً من خصوم الولايات المتحدة"، في إشارة إلى الحوثيين.

وأوردت الصحيفة في تقريرها تصريحاً آخر لبريان كلارك، جاء تحت عنوان "الحوثيون ليسوا الجهات المعادية الوحيدة التي قد يتعلم منها الجيش"، حيث قال إنه "حتى لو لم يعترف القادة العسكريون بذلك، فإنهم يتعلمون من التشويش الإلكتروني الروسي على الاتصالات الأوكرانية"، وفي الوقت نفسه عزز اللفتنانت كولونيل المتقاعد ترافيس ريس هذا الاعتراف بقوله إن "الجيش الأمريكي تبنى خلال حرب فيتنام تكتيكات حرب الغابة التي اتبعتها قوات الفيتكونغ والقوات الفيتنامية الشمالية، لافتاً إلى أن التعلم من العدو قديم قِدَمَ الحرب نفسها.