عائلات إسرائيلية تتهم جيش الاحتلال بإعدام أبنائها

YNP / إبراهيم القانص -

تتكشف تباعاً هشاشة الجيش الإسرائيلي عند أي مواجهة مباشرة، وهي حقيقة تاريخية، فهم لا يقاتلون إلا إذا كانوا محصنّين ومختبئين خلف أسوار وحصون أو خنادق، ومنذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، لم يحقق الجيش الإسرائيلي انتصاراً فعلياً على الأرض، فالغارات التي يشنها طيرانه على قطاع غزة تستهدف المدنيين فقط وهذا لا يُعدّ انتصاراً في قوانين الحروب، بل وحشية غير مسبوقة أظهرت الوجه الحقيقي للكيان الذي ظل يروج لنفسه على مدى عقود أنه واحة الديمقراطية وحامي حقوق الإنسان.

 

ومنذ بدأت الحرب على قطاع غزة، تم تسجيل عدد من عمليات القتل في صفوف الجنود الإسرائيليين ببنادق زملائهم، نتيجة الارتباك والخوف الشديد الذي يعتريهم عندما يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع المقاتلين الفلسطينيين، ويحرص الكيان على إخفاء مثل تلك الحوادث حفاظاً على صورة ما أسموه بالجيش الذي يقهر، لكن وسائل الإعلام تكشفها بين الحين والآخر.

 

مؤخراً، اتهمت عائلة يوفال كاستلمان، الجيش الإسرائيلي بأنه أعدم ابنها، الذي قتل على يد جنود إسرائيليين، الخميس الماضي، أثناء هجوم القدس الذي نفذه شابان فلسطينيان.

 

الصحيفة الإسرائيلية "تايمز أوف إسرائيل"، قالت إن كاستلمان أصيب بنيران جنديين ظنا خطأ أنه أحد منفذي الهجوم، لكن لقطات من كاميرات مراقبة أظهرت أنه كان غير مسلح، ويداه مرفوعتان في الهواء قبل إطلاق النار عليه، وأكدت عائلة يوفال دورون كاستلمان (37 عاماً)، الذي قُتل يوم الخميس بعد إطلاق النار عليه في موقع هجوم في القدس على يد جنديين، مقتله بأنه "إعدام"، وهو الهجوم الذي قُتل خلاله ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة، وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عنه.

 

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه تم نقل كاستلمان إلى مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس في حالة حرجة، ثم أعلنت وفاته قبل وقت قصير من منتصف الليل، مضيفة أن مقتله صادف يوم ميلاده الثامن والثلاثين.

 

القناة 13 الإسرائيلية، نقلت عن عائلة كاستلمان، الجمعة، أن يوفال كان في طريقه إلى عمله في المجمع الحكومي وأوقف سيارته محاولاً إنقاذ الأرواح أثناء الهجوم، فقد خدم سابقاً في قوات الأمن، واندفع نحو منفذي الهجوم بسلاحه الناري لكن الجنديين الإسرائيليين اللذين كانا في مكان الهجوم أطلقا عليه النار.

 

وأظهر تسجيل مرئي من مكان الحادث كاستلمان وهو يرمي سلاحه ويجثو على ركبتيه ويرفع يديه في الهواء ويصرخ "لا تطلقوا النار" عندما اقترب الجنديان منه، لكنهما أطلقا عليه النار مرة أخرى، وقالت عائلته لأخبار القناة 13 إن وفاته كانت بمثابة "إعدام".

 

الجهات الإسرائيلية الرسمية لم تُعر عائلة يوفال أي اهتمام، ولم تُطلعها على أي شيء، حسب تصريحات والده لوسائل الإعلام، حيث قال: "لم يتحدث إلينا أحد رسمياً بعد. نريد أن نعرف ما حدث تماما. في التسجيل، بالإمكان رؤيته وهو يهاجم الإرهابييّن ويقوم بتحييدهما، وفجأة أطلقوا النار عليه"، مضيفاً: "في الوقت الحالي لا أستطيع أن أصدر أحكاماً، ما الذي كنت سأفعله في وضع كهذا؟ لكنني أريد منهم إجراء تحقيق شامل في هذا الأمر واستخلاص النتائج من الحادث".

 

النائب اليميني المتطرف تسفي سوكوت، نشر صورة لأحد الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بتعليق "بطل"، لكنه حذف المنشور في وقت لاحق، بعد ما تبيّن أن الشخص الذي تعرض لإطلاق النار إسرائيلي.

 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عقب قتل المواطن الإسرائيلي أنه لا يعتزم التحقيق في الحادثة، لكنه غيّر موقفه يوم الجمعة، وقال إنه في أعقاب نتائج التحقيق الأولي الذي أجراه جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، تقرر أن تشارك الشرطة العسكرية في التحقيق، كما قال إنه "يعرب عن أسفه لمقتل المدني الإسرائيلي".

 

في السياق، نقل تلفزيون العربي عن هيئة البث الإسرائيلية الحكومية أنّ جيش الاحتلال أشار إلى أنّ 8 جنود قُتلوا خلال أسبوع واحد في شمال قطاع غزة نتيجة إطلاق النار على بعضهم البعض، وانفجار عبوة ناسفة، مضيفةً أنّ عشرات الجنود أُصيبوا في حوادث عملياتية. بينما لم يُحدّد جيش الاحتلال بدقة الفترة التي قُتل وأُصيب فيها هؤلاء الجنود.

 

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية إنّ جيش الاحتلال حاول خلال فترة الهدنة "استخلاص الدروس وتحديث تعليمات السلامة لمنع وقوع حوادث من هذا النوع (النيران الصديقة) قدر الإمكان".