قد يكون الخوف على إسرائيل من تداعيات الإبادة والحصار الذي تفرضه على سكان غزة، فشهر رمضان دائماً ما يكون محفزاً للتصعيد، خصوصاً أن حركات المقاومة- كما يبدو- قد سلكت مساراً لا تراجع عنه وهو مقارعة الاحتلال حتى النهاية.
ومع التشديد الإسرائيلي المزمع خلال رمضان بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين، تتصاعد في المقابل مخاوف الغرب من أن يكون هذا التوجه منعطفاً جديداً وإضافياً على طريق مواجهة الاحتلال في كل المدن الفلسطينية.
مجلة فورين بوليسي، نشرت تقريراً تحليلياً بعنوان "لماذا يهم رمضان في الحرب بين إسرائيل وحماس؟"، رصده وترجمه "يمن إيكو"، جاء فيه أن "بداية شهر رمضان تجلب معها عدداً من الأحداث والظروف المحددة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في الحرب بين إسرائيل وحماس، بل أيضاً في التوترات بجميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار التقرير إلى أن "من المرجح أن تؤثر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان، وهو أكثر فترة مقدسة في التقويم الإسلامي".
المجلة نقلت عن خالد الجندي، مدير برنامج معهد الشرق الأوسط، قوله: "إن ذلك يضاعف الاشمئزاز والغضب ويضيفه إلى الوضع المروع بالفعل، كما يضيف المزيد من الضغط على الحكومات العربية لتبدو على الأقل وكأنها تفعل شيئاً ما".
وأوضح التقرير أنه "في ظل القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة، حيث حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين الماضي، من أن الأطفال بدأوا يموتون من الجوع.
شبكة بي بي سي البريطانية من جانبها أعربت عن مخاوفها من اتساع دائرة العنف خلال شهر رمضان، لتشمل مدينة القدس، لاسيما وأن الهدنة التي كثر الحديث عنها خلال الفترة الماضية، لا تزال بعيدة المنال.
ومع دعوة حركة حماس للمسلمين إلى تكثيف زياراتهم للمسجد الأقصى، اتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية "بالسعي لإشعال المنطقة خلال شهر رمضان".
