"الشيخ زايد" يُبعث في سقطرى اليمنية ويعلنها "إماراتية" 

YNP -  إبراهيم القانص :

عملية طمس وتجريف متواصلة للهوية اليمنية، تمارسها الإمارات في أرخبيل سقطرى، منذ سيطرتها على الجزيرة عام 2016م، مستخدمة في ذلك متواليةً من الإلهاءات المتنوعة تارةً تحت عناوين ثقافية وأخرى تحت شعارات إنسانية،

وأحياناً تحت غطاء التنمية، وجميعها تسير عكس مدلولات تسمياتها، والنتيجة أن مجموعة جزر أرخبيل سقطرى تفقد تدريجياً هويتها اليمنية، وما يتم ليس له هدف سوى صرف أنظار مواطني الجزيرة عمّا يحدث فعلياً على يد النظام الإماراتي وأدواته المحلية الرخيصة. 

تستخدم الإمارات من أجل توسيع رقعة أطماعها التوسعية في المنطقة، وفي اليمن على وجه الخصوص، أكثر الأساليب مكراً وتضليلاً، فقد دخلت إلى أرخبيل سقطرى بداية تحت مظلة "الشرعية" التي كانت تأشيرة العبور لانتهاك السيادة اليمنية، ومن ثم بدأت باستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة التي يكابدها سكان الأرخبيل، وتحت غطاء الأعمال الإنسانية جلبت السلطات الإماراتية أحد أهم أجهزتها الاستخباراتية التي تتخفى وراء اسمها الإنساني ظاهرياً "مؤسسة خليفة" للأعمال الإنسانية، ومن سلات غذائية تافهة وبطانيات مهترئة امتدت الأيادي الإماراتية إلى سقطرى وتمددت في مديرياتها وقراها وجميع مناطقها، متدرجةً عبر مراحل متعددة حرصت من خلالها على دغدغة مشاعر البسطاء من أبناء الأرخبيل، فحيناً تنظم عرساً جماعياً باسم الأعمال الخيرية، وحيناً تمنح الجنسية الإماراتية لمجاميع تنتقيها من أوساط المواطنين، وأحياناً تبدأ إنشاءات تصفها بالتنموية، وفي المحصلة كانت سقطرى تغادر يمنيتها وجذورها التاريخية، وعن طريق مؤسسة خليفة الاستخباراتية نفسها، تم تجريف الأحياء البحرية والبرية النادرة، والأشجار والنباتات التي لا تنبت سوى في جيرة سقطرى اليمنية حصرياً، حتى وجد المواطنون أنفسهم يقرأون عبر هواتفهم رسائل الترحيب بهم في أرض الإمارات، وكان ذلك أحد المشاريع التنموية التضليلية التي جلبها الإماراتيون إلى الأرخبيل اليمني، ولا تزال تلك المشاريع قائمة على هيئة قواعد عسكرية ومدارج مطارات حربية ومواقع استخباراتية مشتركة مع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي الغاصب، ومؤخراً بدأت الجهات الخدمية تشترط على المواطنين تسديد فواتيرهم بالدرهم الإماراتي، خصوصاً الكهرباء، بعد ما أصبحت حصرية تحتكرها شركة إمارايتة.

 

أما الجانب الثقافي فقد حرص الحاكم الإماراتي على بعث "الشيخ زايد" من جديد ليبسط نفوذه على عقول وثقافة النشء والشباب داخل سقطرى، ضمن خطة محكمة لينسوا تدريجياً أنهم يمنيون، وتتم تنشئتهم كما لو أنهم إماراتيون، وبكل صفاقة وبجاحة تواصل الإمارات تدمير وطمس الهوية اليمنية من الذاكرة والواقع السقطري، زارعةً سطحيتها وقشورها المهترئة التي تسميها تراثاً وثقافة إماراتية، محاولةً التخلص من شعورها بالدونية الحضارية كونها طارئة على التاريخ والجغرافيا، ويتم ذلك من خلال ما يُطلق عليه "مهرجان الشيخ زايد التراثي والثقافي"، الذي تقيمه السلطات الإماراتية بانتظام في منطقة "نوجد" جنوب مدينة حديبو عاصمة سقطرى، منذ بسطت نفوذها على الأرخبيل.

 

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا حقيقة أهداف المهرجان الإماراتي الذي يقام بانتظام في سقطرى، مؤكدين أن مؤسسة خليفة التي تُعدّ أهم المؤسسات الاستخباراتية هي التي تمول المهرجان، لصرف الأهالي عن الاستحداثات العسكرية، وتعميق الولاء للإمارات في أوساط الشباب والنشء، وبالتالي تجريف وطمس الثقافة والهوية اليمنية.

 

في فعاليات المهرجان الإماراتي التدميري والمسيء للتراث اليمني والهوية والسيادة، يتم تغييب علم الجمهورية اليمنية، ويستبدل بالعلم الإماراتي وصور الشيخ زايد، بل إن المهرجان يفتتح بالنشيد الوطني للإمارات، وهي إشارة واضحة تفيد بأن سقطرى لم تعد ضمن السيادة الوطنية اليمنية، التي أصبحت في وعي وإدراك مسئولي الشرعية وحكومتها ومجلسها الرئاسي مغيّبة وغير مفعَّلة، فكل ذلك العبث والتطاول يتم أمام أعينهم، ولا يستبعد أنه بموافقتهم ومباركتهم.