امريكا تقرع طبول حرب جنوبية – تقرير

خاص – YNP ..

تتسع فجوة الخلافات بين القوى الجنوبية، وسط تغذية اقليمية ودولية لها  بالتزامن مع دفع مسار مفاوضات اليمن  نحو حل الدولتين، لكن الاخطر على الاطلاق هو حالة الاحتقان المتصاعدة بين اقوى تيارين متوازيين   في الجنوب ما ينذر بحرب طاحنة على اراضيها ..

احدث حلقة في الصراع، دخول الولايات المتحدة على الخط  بدعم التيار السلفي  الذي يقوده ابوزرعة المحرمي، ولديه  قوات كبيرة ومعززة بمختلف انواع الاسلحة  سبق وأن تم نقلها من الساحل الغربي واعادة نشرها في المحافظات الجنوبية على الرغم  من انتشار عشرات الفصائل الجنوبية هناك.

بالنسبة للولايات المتحدة  التي سحبت بساط ملف "مكافحة الارهاب" من تيار الضالع وتحديد شلال شائع الذي  يترأس فصيل جنوبي يمتد من عدن حتى شبوة ، فإن الهدف الرئيس لتسليم  المحرمي الملف الاخطر  رغم  وجود عشرات العناصر الارهابية في صفوف قواته يتمثل بتأمين اجندتها في الهلال النفطي لليمن والتي اسندت  حمايتها للمحرمي  الذي انتشرت قواته بالفعل  كبديلة لقوات محسن في حقول النفط.

لا رهان امريكي اذا على الانتقالي  الذي سبق وأن تصادم مع دبلوماسيها بشان تفاوت الاجندة وابرزها ارتماء الزبيدي في احضان الروس،  ومن قبلها السعودية  التي عملت على  دعم المحرمي  سواء بتغيير  فصائله من "عمالقة الساحل الغربي" إلى "عمالقة الجنوب"  مع أنها تدرك  أن هذه الفصائل السلفية لا تؤمن بحدود جغرافية، والأهم من ذلك اسناد مهام تأمين عدن  وابين ولحج للعمالقة والفصائل الموالية للمحرمي بدلا عن الانتقالي بتياره السياسي والعسكري  الذي يقوده الزبيدي.

وخلافا للأجندة الامريكية المؤقتة والمتعلقة بالنفط ، لدى السعودية استراتيجية ابعد  تتمثل ابرزها في ايجاد  مركز نفوذ في مناطق جنوب وشرق اليمن كبديلة للإصلاح وقادرة  على فرض الاجندة السعودية للعقود القادمة ، ولن يكون ثمة فصيل  جاهز للعمل اكبر من العمالقة التي تتمتع بقوة توازي  قوة الانتقالي، المتهم   سعوديا بولائه لإيران،   وتفرض معادلة جديدة على الارض.

تؤكد المؤشرات على الارض في الجنوب بأن مدنه قادمة لا محالة على سيناريو حرب اهلية جديدة بدأت ملامحها ترتسم في الضالع حيث شهدت قبل اسابيع قليلة اعنف التصفيات بين العمالقة مسنودة بالقاعدة  وبين ما تسمى بـ"المقاومة الجنوبية" التي  يقودها شلال شائع ويشرف عليها الزبيدي، لتمتد المعركة لاحقا إلى لحج حيث تصارع الطرفان  على حماية باب المندب قبل أن تنتقل إلى ابين بتحالفات جديدة قادتها العمالقة مع  ما تبقى لهادي من قوات وصولا إلى شبوة حيث فرضت العمالقة قبضتها باستحداث فصيل مكافحة الارهاب  ونشرت قواتها في الحقول النفطية على الرغم من رفضها الانتشار في  طور الباحة لملاحقة المتقطعين وتبرير ذلك بان هدفها  ابعد من ذلك..

وفقا لخارطة التحركات جنوبا  المتوازية مع حراك السلام، تشير المعطيات إلى أن   رعاة الحرب على اليمن الاقليمين والدوليين يدفعون نحو  دولتين في اليمن ابرزها الشمال التي تعثرت محاولات  التوغل في اراضيه وتحطيم كتلته الصلبة  وجنوب  يحاول الرعاة اغراقه بالفصائل المسلحة وبما يجعل منه مستقبل بؤرة صراع تسمح لهذه الاطراف بنهب الثروات والسيطرة على المواقع الاستراتيجية.