تفجيرات الانتقالي تفشل خططه للاستحواذ على "الارهاب"

خاص – YNP ..

المزيد من العمليات "الارهابية" أو كما يحاول تصويرها  تهز عدن ، بالتزامن مع اعلان فصائل الانتقالي ، المنادي بانفصال الجنوب، اطلاق حملة لـ"مكافحته" وسط حراك سياسي  على مستوى دولي لاستلام ملفه ، فما ابعاد السيناريوهات الأخيرة  في عدن؟

الخميس الماضي، كانت عدن على موعد لتفجير ضخم  استهدف، كما تقول  فصائل الانتقالي، موكب صالح السيد القيادي في المجلس وقائد فصائله في لحج  .. لم يتأذى  السيد أو حتى مرافقيه، والتحقيقات اظهرت بأن العملية لم تتم بسيارة مفخخة  كما زعمت وسائل اعلام الانتقالي بل بعبوة ناسفة زرعت في  أحد اطقم  السيد ذاته، وكان يتولى حماية الخط الذي سيمر منه، وحتى الضحايا اغلبهم  سقطوا برصاص اسلحة الية  وفق مصادر طبية ، بما فيها حافلة صغيرة كانت تمر  وابيد جميع ركابها برصاص افراد الحماية. هذه التفاصيل التي فضحت  جزء من كواليس من يدور دفعت  بفصائل المجلس لا استدعاء مزيد من العمليات،  فأعلنت تفكيك شاحنة مفخخة كانت بالقرب من مكان التفجير السابق، وبعدها بيوم فقط اعلنت العثور على كمية كبيرة  من المواد المتفجرة المستخدمة في تفخيخ السيارة وبمنزل  قائد لواء النقل المحسوب على هادي امجد خالد مع أن تلك الفصائل سبق  وأن اقتحمت المنزل  بما فيها قبل استهداف السيد بيومين ولم تعلن حينها  عن الكمية التي ظهرت فجأة.

لا يزال مسلسل التفجيرات في عدن بارز  بصورة متواصلة ، وأن اقتصرت عملياته هذه المرة  على نشر العبوات الناسفة والزعم بتفكيكها،  وهذه لا تبدو نتاج صراع خارج  اطار منظومة سلطة الامر الواقع في المدينة ، بل فيها  خصوصا وأن هذه التحركات تأتي بموازاة اعلان فصائل الانتقالي  تنفيذ عملية ضد ما تصفها بالجماعات المتطرفة في ابين ، محاولة بذلك استغلال  ضغوط اقليمية  لتفكيك منظومة الفصائل التابعة لهادي  ودمجها بوزارة دفاع وداخلية معين لاستعراض انتصارات لم تطلق خلالها  طلقة واحدة..

ما يهم الأن ، ليس تزامن هذه التطورات مع  تحريك القاعدة  في مدن جنوبية كالضالع ولحج ويافع،  بل المسار العسكري الذي بدأ الانتقالي  سلكه  بضغوط دولية  ويتضمن تفكيك فصائله وضمها إلى الدفاع والداخلية،  وهو ما يشير إلى أن المجلس يحاول الاحتفاظ بقوات خارج منظومة حكومة معين وابرزها فصيل مكافحة الارهاب الذي يقوده شلال شائع ، مدير لأمن السابق لعدن،     لكن هذه الخطوة  التي نجح الانتقالي  من خلالها بتصفية واستهداف خصومه السياسيين وابرزهم الاصلاح بدأت تقلق  فصائل الانتقالي ذاتها وابرزها الجناح السلفي  الذي يقوده ابوزرعة المحرمي ويضم في قياداته عناصر متطرفة تلتقي مع تنظيما "داعش " و "القاعدة"، وهي تخشى أن تكون  الهدف القادم  لتصفيات مناطقية  ومحاولة  اضعاف يافع   لتقوية عضد الضالع التي تحاول قياداتها الاستحواذ على تمثيل الجنوب عبر تغيرات مرتقبة في الانتقالي، وهو السبب الذي دفع المحرمي  لطرق  البوابة الامريكية لانتزاع الملف من براثين خصومه.

قد ينجح الانتقالي عبر التفجيرات في مناطق سيطرته التي كان يفترض أن تكون قد حققت قفزة نوعية في مجال الأمن، من انتزاع ملف "مكافحة الارهاب" على حساب خصومه  ذات التوجه الايدلوجي ممن تربطهم علاقات بـالتنظيمات الارهابية، لكن بقدر  ما سيمثل هذا الملف ورقة رابحة  لاستهداف خصومه سيمثل ايضا  صراعات داخلية   قد تعزز انقسامه.