ابعاد تحريك الانتقالي في وجه الاصلاح جنوبا

خاص – YNP..

المزيد من الضربات يتلاقها حزب الاصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، وقد سقطت ابرز معاقله سلميا وبدون طلقة واحدة، ويستعد لخسارة ما تبقى ، فهل وافق الحزب على مبدأ تفكيك منظومته العسكرية أم  أن ما يدور انعكاس طبيعي لعملية اجهاض  تجاوزت الـ8 سنوات؟

بلمح البصر، سيطرت قوات الانتقالي ، خصمه اللدود  على معسكراته في شقرة، محافظة ابين، وقد انتشرت هناك وحدات من الحزام الأمني .. كانت هذه المديرية تشكل راس حربه للإصلاح وفصائله في حربه على عدن.  هذه الخطوة كانت نتاج عملية قادتها العمالقة  بفصل  جناح هادي عن محسن ، ابرز الحلفاء في سلطة  "الشرعية"،  لتتوجها ما تسمى باللجنة العسكرية التي يشرف عليها الزبيدي شخصيا  بضم العناصر الجنوبية إلى قوات الانتقالي والترتيب لترحيل العناصر الشمالية صوب مأرب.

مع أن هذه الخطوة شكلت ضربة للإصلاح ، وكان يفترض ان يقدم الانتقالي  تنازل مماثل  على الاقل لطمأنة الحزب، لكن  توسع الانتقالي في  ابين  فتحت شهيته للنيل من خصومه ،  وقد بدأ قرع طبول الحرب باتجاه الريف الجنوبي الغربي لتعز ، عبر استدعاء شماعة  تدبير العمليات الارهابية من معسكرات "الاخوان" في التربة..

بالنسبة لسيطرة الانتقالي على اخر مديريات ابين ، فإن البعد امني يتعلق بتشديد القبضة على هذه المحافظة التي شكلت منذ ثمانينيات القرن الماضي راس حربه في الصراعات الاهلية جنوب اليمن، ومنع هادي مستقبلا من استخدامها لمهاجمة عدن خصوصا في ظل الاقصاء المتعمد لكوادرها، ناهيك عن حرمان الاصلاح من ورقة مناورة رابحة لطالما استخدمها الحزب لتمرير اجندته بتصعيد عسكري ، لكن  الاخطر هو ما يدار بشأن تعز، فمطالبة الانتقالي بتمركز في الريف الجنوبي الغربي يتعدى  مزاعم الحزب بشأن تأمين ظهره ، فهذه المنطقة الاستراتيجية ستحقق للانتقالي سيطرة كاملة على اهم مضيق بحري حول العالم ..

قد يكون توسع الانتقالي سوى في ابين او لحج وصولا إلى تخوم تعز ضمن مشاريع لجنة الدمج العسكري وقد تكون اطراف اقليمية ودولية قد ضغطت على الاصلاح للقبول بالواقع الجديد  لتهدئة روعه من "المفخخات والطعنة في الخلف"، لكن أيا تكون المبررات ، تؤكد المعطيات بأن   التحركات الأخيرة  ما هي الا بداية لجولة جديدة من الحرب  قد تعيد التحالفات حتى داخل منظومة الفصائل الموالية للتحالف خصوصا اذا ما اخذ في الاعتبار اللقاء الاخير لطارق صالح ومحور الاصلاح في تعز  والذي يحمل من حيث التوقيت  مؤشرات تحالف لمواجهة مساعي تمدد الانتقالي، ناهيك عن تشتيت الانتقالي  عبر توزيع فصائله التي كان يحتفظ بها في عدن على مساحات واسعة يعجز  عن تغطيتها امنيا ما يسمح باختراق لإسقاط عدن سلميا.

صحيح أن توسيع الانتقالي  قد يقلص نفوذ الاصلاح ويقيد فصائله وهو سيناريو بدأه التحالف مبكرا من مأرب  حيث اوكلت  مهمة تفكيك الفصائل هناك قبل أن يعاد تشكيل هويتها وفقا لهوية سعودية واماراتية واتسعت بوقف رواتب فصائل الحزب ، لكنها ايضا ستشكل ضربة اقوى للانتقالي قبل غيره.