المبعوثان الأممي والأمريكي يحضران لجولة مفاوضات جديدة.. فهل سيفشلها التحالف ؟

YNP - عبدالله محيي الدين :

مساع جديدة لإنعاش مفاوضات السلام في اليمن يقودها المبعوثان الأممي هانس جرندبيرج والأمريكي تيموثي ليندركينج اللذين أجريا خلال اليومين الماضيين جولة من اللقاءات مع مسئولين سعوديين وهادي ومسئولين في حكومته المقيمة قسريا في الرياض.. كما التقيا الأحد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في العاصمة العمانية مسقط.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء العمانية فإن البوسعيدي استعرض مع المبعوثين الأممي هانس جرندبيرج والأمريكي تيموثي ليندركينج المساعي الدولية لإنهاء الحرب في اليمن.. وقالت إنه جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول المساعي المبذولة لتأمين وقف شامل ودائم لإطلاق النار من قبل كافة الأطراف وتسهيل انسياب المواد الإنسانية.

وبالنظر إلى الجولة الني يجريها المبعوثين الأممي والدولي بعدف تحريك ملف المفاوضات لحل الأزمة اليمنية.. فإن هذا التحرك الذي يأتي عقب جولة سابقة منيت بالفشل كان على رأسها المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث الذي اعترف بفشله خلال فترة عمله كمبعوث أممي في إحراز أي تقدم في طريق إحلال السلام في اليمن لا بد أن يكون مشفوعا بإيجابية في مواقف أطراف الصراع بما من شأنه أن يزيل العقدة التي سبق أن أعاقت الجولات السابقة من المفاوضات.

ويشير الخبراء والمحللون السياسيون في هذا السياق إلى أن أي جولة مفاوضات لا تتضمن مرونة في المواقف وخطوات جدية من قبيل إثبات حسن النوايا وخاصة من قبل التحالف وحكومة هادي الذين بيدهم اتخاذ تلك الخطوات من خلال رفع الحصار عن الموانئ اليمنية والسماح بتدفق الواردات إلى اليمن دون أي عراقيل وفتح مطار صنعاء الدولي وهي ذاتها الخطوات التي طرحها التحالف دون أن يتم تنفيذ أي منها نظرا لاشتراطه وقف معركة مارب التي حققت فيها قوات صنعاء تقدما كبيرا خلال الأشهر الماضية حتى باتت اليوم تقترب من حسم هذه المعركة.

وتؤكد صنعاء في هذا الصدد قد أكدت ولا تزال تؤكد على رفضها ربط الملف الإنساني بالملفين العسكري والسياسي على اعتبار رفع الحصار عن الموانئ التي تسيطر عليها وفتح مطار صنعاء وغيرها من الخطوات المتعلقة بالجانب الإنساني استحقاق لما يقارب 08 % من اليمنيين الذين يتواجدون في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء.

وفي ظل إصرار التحالف وحكومة هادي على ربط الملف الانساني بوقف معركة مارب.. كانت صنعاء قد كشفت عن مبادرة قدمتها أثناء زيارة الوفد العماني في أغسطس الماضي  تتضمن عدم الاعتداء على المواطنين وإعادة تشغيل محطة مارب الغازية وتحويل عائدات سفن بيع المشتقات النفطية في الحديدة لصالح دفع الرواتب، وأن تكون هناك قيادة مشتركة لإدارة محافظة مأرب من أبنائها وإخراج عناصر القاعدة وداعش والالتزام بحصص المحافظات من النفط والغاز وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر – رأس عيسى الذي ينقل النفط من مأرب إلى ميناء تصدير النفط في الحديدة.. كما تشدد المبادرة على ضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء المحافظة.

وفي ما يشير إلى عدم تغير موقف صنعاء تجاه أي مفاوضات قادمة من حيث ربط الملف الإنساني بالملفات العسكرية والسياسية.. قال رئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط في لقاء أجرته معه قناة المسيرة التابعة للحوثيين أمس إن الإصرار من قبل ما أسماهت "دول العدوان" على مقايضة الملف الإنساني بالعسكري والسياسي مرفوض بشكل مطلق.

 وأكد المشاط أن الخيار العسكري في مأرب بالنسبة للجماعة هو آخر الخيارات، مضيفا: "ومن لديه أي رد منطقي تجاه المبادرة يتفضل للنقاش".. معتبؤا أن تلك المبادرة منصفة، و"لا يوجد فيها شيء يدعو للنكوص" حسب تعبيره.

 وحول أي جولة مفتوضات قادمة قال المشاط أنه تم اإبلاغ المبعوث الأممي الجديد أن التعامل معه سيبدأ من حيث فشل سابقه، ولن يتم السماح بتجديد الورقة بعد إتلافها.