في ضوء المتغيرات الواقعية اليوم .. مستقبل الحرب في اليمن من يرسمه ؟

YNP - عبدالله محيي الدين :

عام سابع من الحرب التي يخوضها تحالف شكلته وقادته السعودية في اليمن.. وأعلنت عن انطلاق عملياته العسكرية من واشنطن كدلالة على مباركة أمريكا لهذا التحالف ووقوفها خلفه.. تلك هي الحقيقة التي تجلت منذ اللحظات الأولى ﻹعلان بدء العمليات العسكرية لهذا التحالف تحت مسمى "عاصفة الحزم".. والتي صاحبتها رهانات على حسم المعركة خلال أيام أو أسابيع على أقصى تقدير زمني.. وهو الأمر الذي ثبت مع انقضاء الأشهر الأولى لهذه الحرب أنه رهان خاسر بني على أوهام القوة المفرطة التي حشدتها السعودية وتحالفها بدعم وإسناد وتسليح أمريكي وغربي.

رفع تحالف الحرب في اليمن لافتة "إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب" لتكون هذه اللافتة بمثابة الجزرة التي استحث بها التحالف هادي والأطراف المتحالفة معه لتتشكل قوة محلية مدعومة من التحالف تحمل عنه الجانب الأخطر من المعركة الميدانية التي لا يمكنه الزج بجنوده فيها كونه يعلم مآلاتها مسبقا.. سيما وأن الضربات الجوية التي راهن عليها في حسم المعركة كانت غير ذات جدوى في تحقيق الانتصار السهل الذي كان التحالف يؤمله.

بعد ما يقارب 7 سنوات من حرب التحالف لا تزال الشرعية التي زعم إعادتها إلى صنعاء حبيسة فنادق الرياض أو رهنا للشتات في عواصم عربية وعالمية.. فيما المناطق التي أعلن عن تحريرها تعج بالفوضى وتطحنها الصراعات ويكتوي مواطنوها بالأزمات ااقتصادية وسوء الأوضاع المعيشية والخدمية.

وفي ظل الوضع الذي تعاني منه المحافظات الجنوبية والشرقية من البلاد في ظل الصراعات الذي زرعها التحالف وحرص على تغذيتها بين حكومة هادي والانتقالي الموالي للإمارات وما صاحب هذه الصراعات من فشل في إدارة تلك المحافظات وما نتج عن ذلك من ترد اقتصادي ومعيشي.. تنامى السخط الشعبي ضد طرفي الصراع المدعومين والممولين من التحالف.. وهو ما يشير إلى سقوط ورقة توت الشرعية عن التحالف والأطراف المحلية المرتبطة به على السواء.

ومع طول أمد الحرب وامتداد سنواتها.. كان لا بد من ظهور عدد من المتغيرات.. غير ان ما لم يكن في حسبات التحالف هو أن موازين القوى قد تتغير على نحو يقلب المعادلة بقدر ما شهده واقع هذه الحرب التي كان أبرز إنجازاتها هي مزيد من الدماء والدمار في اليمن والسيطرة على الموانئ والجزر والممرات المائية ومنابع الثروات وإدخال البلاد في أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم- بحسب التقارير.

وخلافا لما تتقاسم السيطرة عليه هي وحليفتها الإمارات من الجغرافيا اليمنية جنوبا وشرقا.. تقف السعودية اليوم على ركام الوهم الذي بنته بحسم المعركة التي فتحتها في اليمن بأقل الخسائر وخلال وقت قياسي.. بعد أن أدركت تنامي قوة الخصم الذي راهنت على ضعفه وضآلة الإمكانيات العسكرية لديه.. لا سيما وقد بات اليوم قادرا على التصدي لمقاتلاتها من جهة وضرب أهداف استراتيجية وحساسة في العمق السعودي.. وقد كانت العملية الأخيرة التي أطلقت عليها صنعاء "عملية توازن الردع السابعة" بمثابة رسالة تشير إلى عملية التطوير والبنا المستمرة للقدرات العسكرية والتسليحية.. ولا سيما سلاح الجو الذي لطالما شكل ويشكل فارقا خلال المعارك التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد منذ اندلاع هذه الحرب.

وتشير التقارير الاستشرافية لمستقبل الوضع في اليمن إلى أنه لم يعد من مصلحة السعودية استمرار حربها في اليمن.. وبصورة خاصة أنها كل يوم باتت تفقد جانبا من أوراقها في هذه الحرب وفي الوقت ذاته عليها أن تستعد لاستقبال المزيد من الضربات التي تسددها لها صنعاء في المستقبل.. سيما في ظل تنامي قوتها العسكرية والتطوير المستمر لأسلحتها رغم الحصلر الذي يحكمه التحالف على الواردات إلى مناطق سيطرتها.