"حساء سام" سبب انقراضا جماعيا على وجه الأرض ويتوقع حدوثه مجددا!

YNP:

حدد فريق دولي من العلماء سببا جديدا لأحداث أسوأ الانقراضات الجماعية عبر تاريخ الأرض، في نهاية العصر البرمي.

وشهدت الأرض أسوأ انقراض جماعي لها منذ نحو 252 مليون سنة بسبب ما سُمي بـ"الحساء السام"، والذي يحذر العلماء من أن البشر اليوم "يتبعون الوصفة ذاتها".

ووقع ربط حدث الانقراض الجماعي بمزيج من الانبعاثات البركانية الهائلة لغازات الاحتباس الحراري (انبعاثات الغازات الدفيئة) وزيادة كبيرة في درجة الحرارة، لكن الدراسة الجديدة تحدد الآن تكاثر الميكروبات السامة كمسبب رابع، حيث أن الكائنات الدقيقة بدأت في التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه في مصادر المياه العذبة وتحويلها إلى "حساء سام" ينهي الحياة.

ووجد فريق من جامعة كونيتيكت أن "المكونات" الثلاثة أدت إلى ارتفاع في الطحالب المجهرية والبكتيريا الزرقاء التي حالت دون استعادة النظم البيئية للمياه العذبة "ربما لملايين السنين".

وذلك لأن الإزهار يستنفد الأكسجين الحر ويطلق السموم في المياه التي تغذي النباتات والتربة والحياة البرية.

ويقول الباحثون إن هناك "الكثير من أوجه التشابه مع ما يحدث اليوم" كزيادة درجة الحرارة في نهاية العصر البرمي بالتزامن مع الزيادات الهائلة في حرائق الغابات، والتي تحدث حاليا في كاليفورنيا.

وقال تريسي فرانك، رئيس قسم علوم الأرض، في بيان: "نشهد المزيد والمزيد من تكاثر الطحالب السامة في البحيرات وفي البيئات البحرية الضحلة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في المجتمعات النباتية التي تؤدي إلى زيادة في مساهمات المغذيات في بيئات المياه العذبة".

وقتل نهاية الانقراض الجماعي في العصر البرمي، أو "الموت العظيم''، تسعة من كل 10 أنواع على هذا الكوكب.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، إلى أنه عندما تسببت الانفجارات البركانية في تسارع الغازات الدفيئة وارتفاع كبير في درجات الحرارة، أدى ذلك إلى إزالة الغابات التي تسببت في نزف التربة للمواد المغذية إلى المسطحات المائية وتغذية الميكروبات التي شكلت الإزهار السام العملاق.

وحدد الفريق ذلك من خلال دراسة الحفريات والرواسب والسجلات الكيميائية للصخور بالقرب من سيدني بأستراليا.

وعندما قارن الفريق السجلات الأحفورية لانقراضات جماعية مختلفة مرتبطة بالاحترار، وجدوا سجلات أحفورية متشابهة للغاية.

وقال تريسي فرانك، رئيس قسم علوم الأرض، في البيان: "نشهد المزيد والمزيد من تكاثر الطحالب السامة في البحيرات وفي البيئات البحرية الضحلة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في المجتمعات النباتية التي تؤدي إلى زيادة في مساهمات المغذيات في بيئات المياه العذبة".

مضيفا: "كانت البراكين مصدرا لثاني أكسيد الكربون في الماضي، لكننا نعلم أن معدل إدخال ثاني أكسيد الكربون الذي شوهد في ذلك الوقت كان مشابها لمعدل زيادات ثاني أكسيد الكربون التي نراها اليوم بسبب التأثيرات البشرية".

ووفقا لتقرير هذا العام الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن تأثير البشر على المناخ المتغير "لا لبس فيه"، ما يخلق ظروفا مواتية لانتشار هذه الميكروبات المحبة للدفء.

وإلى جانب تدفق المغذيات من تلوث المياه، ومعظمها من الزراعة وإزالة الغابات، أدى ذلك إلى زيادة حادة في الإزهار السام. وبالتالي، فإن هذا يسبب نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، وآثارا خطيرة على صحة الإنسان والحيوان، وتكلفة سنوية تقدّر بمليارات الدولارات.

وقال البروفيسور كريس فيلدنغ، المؤلف المشارك للدراسة، في بيان: "نهاية بيرميان هي واحدة من أفضل الأماكن للبحث عن أوجه الشبه مع ما يحدث الآن. والتشابه الكبير الآخر هو أن الزيادة في درجة الحرارة في نهاية العصر البرمي تزامنت مع زيادات هائلة في حرائق الغابات.